كتاب في التاريخ ألفه صاحبه بشكل مختصر، ورتبه على السنوات يذكر فيه ما قدر له من أشهَر الحوادث والوفَيات حتى تعين على حفظ التاريخ، وبدأ تأريخه من السنة الأولى من الهجرة، وانتهى فيه إلى آخر سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، ثم ذيَّل عليه تلميذه السيد شمس الدين أبو المحاسن محمد بن الحسين إلى آخر سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وذيل عليه أيضا إلى قريب الثمانين: شمس الدين محمد بن موسى ولد السابق ذكره، وذيل عليه أيضا: الحافظ زين الدين العراقي، و كذلك صنف ولي الدين العراقي «ذيلا» على «ذيل العراقي».
كتاب جمع فيه صاحبه علمَ من سبقوه مثل: ابن إسحق، والواقدي، وابن سعد، والطبري، وغيرهم على ما في هذه المصادر من بعض المآخذ. فأنشأ ابن خلدون هذا الكتاب فهذب مناحيه، وقربه للأفهام، وذكر من أتى منذ مبدأ الخليقة إلى عهده، وضمَّنه بعضًا من العلوم والحكم، فاحتوى فوائد متعددة ومعارف متنوعة، لم يعتمد فيها على مجرد النقل، بل حكم أصول العادة، وقواعد السياسة، وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني. ويقع الكتابُ في أربعة أقسام، اشتمل القسم الأول على: مقدمة في فضل علم التاريخ، ثم تحدث بإسهاب عن طبيعة العمران في الخليقة. وجاء القسم الثاني ليعالج الانتفاضات التي حدثت من الخوارج وغيرهم. ثم بدأ القسم الثالث بولاية أسفار على جورجان والري، وانتهى بالخبر عن الآثار التي أظهرها في أيامه. واستهل القسم الرابع بالخبر عن فرار أبي إسحاق وبيعة رباح له، وما قارن ذلك من أحداث، وانتهى بولاية القضاء الثالثة والرابعة والخامسة بمصر.
كتاب تاريخي جمع فيه التراجم و الأخبار، فقد كان المصنف شاهد عين للحملة الفرنسية على مصر وللسنين التي عقبتها بقليل، وقد أورد في كتابه هذا تراجم كثيرين من المشاهير بدقة وإسهاب، يبتدئ من فتح السلطان سليم العثماني مصر و ينتهي إلى منتصف حكم محمد علي باشا، وهو مطول ومرتب على شكل وقائع يومية، وهو تكملة وتتمة لتاريخ ابن إياس الذي هو تكملة وتتمة لتاريخ المقريزي.
يتحدث هذا الكتاب عن ذي النورين ثالث الخلفاء الراشدين، حيث سد المؤلف به فراغًا وأكمل به نقصًا في المكتبة الإسلامية، وفيه يتناول المصنف ترجمة عثمان بن عفان، وما جرى من الحوادث في عهده، دون إفراط في مدحه أو تفريط في إنزاله منزلة دون منزلته، وقد بدأ فيه المصنف بذكر فضائل عثمان من حيث كونه عالمًا بالحلال والحرام، جامعًا لكتاب الله تعالى، سهلًا كريمًا، وأنهاه بآراء ومواقف في مقتله.
يضم هذا الكتاب كثيرًا مما انتهى إليه علم المصنف من نَسب النبي صلى الله عليه وسلم، ومولده، ورضاعه، وفصاله، وإقامته في بنى سعد. وما عرض له هنالك من شق الصدر وغيره، ويأتي الكتاب وسطًا بين التطويل والاختصار، غير ممل ولا مخل، ويمتاز بحسن الاختيار، وإن كان المصنف قد أطال في ذكر الإسناد فيه؛ مما دفعه لاختصاره في كتاب آخر سماه: «نور العيون في تلخيص سير الأمين والمأمون».
هذا كتاب يعد من أحسن الكتب التي ألِّفت في تاريخ الطب، ذكر فيه مصنفه مشاهير الأطباء والطبيعيين من نقلة الكتب أي المترجمين وهنود وفرس ويونانيين وعرب ومغاربة وأندلسيين وسوريين وغيرهم، ورتبه على الأقاليم التي هم منها أي ترتيبًا جغرافيًّا، وذكر فيه نكتًا وعيونًا في مراتب المتميزين من الأطباء المتقدمين والمحدثين، وأودعه أيضًا نبذًا من أقوالهم وحكاياتهم ونوادرهم، وذكر شيئًا من أسماء كتبهم، وقد قسمه المصنف إلى خمسة عشر بابًا.